تعد الروابط الداخلية إحدى أهم مكونات تحسين محركات البحث، ويرجع ذلك لكون العناكب والبوتات الخاصة بمحركات البحث تقوم باستعمال الروابط الداخلية لاكتشاف المحتوى الخاص بموقعك والزحف فيه من أجل فهرسته. وبالتالي فإن محركات البحث تقوم بأرشفة موقعك بشكل أسرع حين تقوم بالاهتمام والعمل على وضع الروابط الداخلية.
يعتبر الاهتمام بالروابط الداخلية أمرا مهما أيضا لكونه يقوم بالتقليل من معدل الارتداد داخل موقعك. حيث أنها تقوم بالمساهمة في توجيه الزوار من صفحة لصفحة أخرى ذات صلة بها داخل موقعك. وبالتالي فإن هذه الروابط تجعل زوار موقعك يبقون فيه لأطول فترة زمنية.
ستتعرف في هذا المقال على الروابط الداخلية وأيضا لماذا هي مهمة لتحسين محركات البحث، بالإضافة إلى الفرق بينها وبين الروابط الخارجية وأيضا أنواع الروابط وكذلك أفضل إستراتيجية لبناء هذه الروابط.
المقصود بالروابط الداخلية
الروابط الداخلية أو كما تعرف باللغة الإنجليزية (internal links)، ويقصد بها روابط تقوم بتوجيه ونقل الزائر من صفحة ويب إلى صفحة أخرى لها صلة بالصفحة الأولى وتوجد داخل نفس الموقع الإلكتروني. وقد سميت بالداخلية لكونها توجد داخل نفس الموقع الإلكتروني.
تعتبر هذه الروابط بمثابة الخريطة التي يعتمد عليها زوار موقعك وأيضا عناكب محركات لاكتشاف موقعك الالكتروني، ذلك لأنه من خلال هذه الروابط يمكنهم أن يعرفوا ما تقدمه من محتوى. وتلعب هذه الروابط دورا مهما في التأثير على ترتيب موقعك الإلكتروني على محركات البحث، حيث أن استخدامها بالطريقة الصحيحة يمكنه أن يحسنه كثيرا. أيضا تمكنك هذه الروابط من توفير المزيد من المحتوى للقراء والذي يمكن أن يفيدهم ويجعلهم يبقون لمدة أطول على موقعك الإلكتروني.
أنواع الروابط الداخلية
توجد العديد من الأنواع والأشكال من الروابط الداخلية في المواقع الإلكترونية. حيث أن كل تلك الأشكال من الروابط تقوم بنفس المهمة وهي توجيه الزائر من صفحة إلى صفحة أخرى بنفس الموقع لها صلة بالصفحة الأولى، إلا أن استخدامات كل نوع منها يختلف عن النوع الآخر. وهذه أشهر هذه أنواع الروابط الداخلية:
الروابط التنقلية على الصفحة الرئيسة: ويقصد بهذا النوع من الروابط الروابط الموجودة على الصفحة الرئيسية والتي تنقل الزائر إلى الصفحات الخاصة بالمحتوى الموجود على الموقع الإلكتروني.
الروابط القياسية داخل المحتوى: وتعتبر إحدى أهم أنواع الروابط الداخلية تقريبا. ويقصد بها الروابط التي تكون موجودة بالمحتوى وتقوم بنقل الزائر إلى محتوى آخر له علاقة بالمحتوى الأول. وترجع أهمية هذا النوع لأنه يقوم بتوزيع قوة الصفحة حول الموقع. وكذلك تقوم بتقليل معدل الارتداد الخاص بالموقع وأيضا تقوم بتقوية صفحات الموقع لدى عناكب محركات البحث.
الروابط الموجودة على القائمة الرئيسية: ويقصد بهذا النوع من الروابط الروابط الموجودة على القائمة الرئيسية والتي تقوم بتوجيه الزائر في الغالب إلى تصنيفات المحتوى الموجود بالموقع.
الروابط التنقلية الخاصة بالصفحات: ويقصد بهذا النوع من الروابط الروابط التي تقوم بنقل الزائر إلى الصفحات المتعلقة بالمعلومات التي تخص الموقع الإلكتروني. مثل صفحة الاتصال بصاحب الموقع وصفحة سياسية الخصوصية وغيرها من الصفحات. وتكون هذه الروابط في الغالب في الفوتر الخاص بالموقع الإلكتروني (ذيل الصفحة أي آخرها التي تكون مخصصة للروابط).
أهمية الروابط الداخلية للسيو
تعتبر الروابط الداخلية عنصرا مهما من عناصر السيو. ورغم أنه أمر سهل التنفيذ إلا أن الكثيرين يغفلون عنه وذلك لتركيز أغلب أًصحاب المواقع على الروابط الخارجية. ورغم أن الروابط الخارجية فعلا أهم من نظيرتها الداخلية، إلا أنهم معا يقومون بتقوية الموقع أكثر فأكثر. وتتجلي قوة الروابط الداخلية في السيو في:
مساعدة محركات البحث على اكتشاف المحتوى الموجود بالموقع: تعمل عناكب محركات البحث على الزحف بالمواقع الإلكترونية لاكتشاف المحتوى الجديد. ولهذا تساعد الروابط الداخلية على أرشفة المواقع بسرعة كبيرة عكس المواقع التي لا تقوم باستعمالها والتي تأخذ وقتا أكبر للأرشفة.
مساعدة محركات البحث على معرفة محتوى موقعك: تساعد هذه الروابط محركات البحث على معرفة محتوى الصفحة المشار إليها، وذلك لأنه حينما تقوم بوضع إحدى هذه الروابط على كلمة مفتاحية معينة فإنك تخبر محرك البحث أن تلك الصفحة تتحدث عن موضوع الكلمة المفتاحية التي وضع عليها الرابط.
التقليل من معدل الارتداد: يعتبر معدل الارتداد أحد أهم العوامل التي تستعملها جوجل لترتيب نتائج البحث، ويعبر هذا المعدل على العموم عن مدة الجلسة التي قام بها الزائر على الموقع الإلكتروني. حيث أنه كلما بقي الزائر على الموقع كلما زادت ثقة محركات البحث في الصفحة وتحسن ترتيبه عليها والعكس صحيح. وهنا يأتي دور الروابط الداخلية التي تقوم بتحفيز الزائر على البقاء في الموقع لأطول مدة وبالتالي تزيد من ثقة محركات البحث في الموقع وتحسن من ترتيبه عليها.
توزيع السلطة بين الصفحات: تعتبر سلطة الصفحة مؤشرا يقيس قدرة الصفحة على الترتيب في محركات البحث. وتجلى أهمية هذه الروابط في كونها تساعد على توزيع السلطة بين صفحات الموقع الإلكتروني.
الفرق بين الروابط nofollow الداخلية والروابط dofollow الداخلية
المقصود بالروابط nofollow
يقصد بهذا النوع من الروابط أن ذلك الرابط لا يجب عليه أن يؤثر على قوة الصفحة وترتيبها. وحينما يقوم صاحب الموقع بوضع سمة nofollow على الرابط يعني أن صاحب الموقع يخبر محركات البحث أنه لا يريد أن يؤثر على قوة تلك الصفحة وأنه لا يضمنها. وهذا النوع من الروابط لا يقوم بالتأثير بتاتا على ترتيب الصفحة.
المقصود بالروابط dofollow
هذا النوع مختلف تماما عن النوع الأول. وذلك لأنه حينما يقوم صاحب الموقع بوضع سمة dofollow على الرابط فذلك يعني أن صاحب الموقع يخبر محركات البحث أن ذلك الموقع موثوق وأنه يرشحه لينال ثقة محركات البحث. ويتميز هذا النوع بأنه يحسن من ترتيب الموقع وهذا الصنف من الروابط هو الذي لديه المميزات التي ذكرناها في هذا المقال.
أي النوعين أفضل للسيو
تعتبر الروابط من النوع dofollow هي النوع الأفضل والتي يجب على جميع من يريد أن يحسن من ترتيب صفحات موقعه استخدامها. إلا أنه يوجد استثناء وحيد يمكن فيه استخدام الروابط من نوع nofollow وهي روابط الصفحات الغير متاحة للجمهور، مثل رابط لوحة التحكم الخاصة بالموقع وغيرها من الصفحات الخاصة.
الفرق بين الروابط الداخلية والروابط الخارجية
الفرق بين الروابط الخارجية ونظيرتها الداخلية بسيط جدا. ويتمثل في أن الروابط الخارجية تربط صفحات الموقع بصفحات من موقع آخر في حين أن نظيرتها الداخلية تربط صفحات الموقع بصفحات أخرى من نفس الموقع. أيضا رغم أن كلا النوعين من الروابط مهمين إلا أن الروابط الخارجية تعتبر أقوى بكثير من نظيرتها الداخلية من ناحية التأثير على ترتيب محركات البحث.
إستراتيجية بناء الروابط الداخلية
يعتبر القيام بوضع استراتيجية لبناء الروابط داخل الموقع أمرا مفيدا جدا. وذلك لأن عملك يصبح منظما ويصبح من السهل عليك القيام ببناء تلك الروابط وتحسينها بسهولة وباستمرار. وبالخصوص يجب عليك اتباع استراتيجية تجعل محركات البحث يفهمون العلاقة بين صفحات موقعك الإلكتروني وكذلك أهمية كل واحدة منها وقيمتها. وللقيام ببناء استراتيجية هكذا أنصحك ب:
تخطيط محتوى موقعك وهيكلته
وذلك لأن تخطيط موقعك وهيكلته تجعل من موقعك ذو بنية سهلة الفهم وقوية، وبالتالي سيسهل عليك بناء الروابط. وأنصح شخصيا بتقسيم محتوى الموقع على شكل متسلسل. حيث تكون الصفحة الرئيسية في أول السلسلة ثم تأتي بعدها الأقسام والتصنيفات الفرعية، ثم تأتي بعدهما الصفحات والمنشورات الفردية. ويسهل هذا أيضا على محركات البحث فهم بنية موقعك.
القيام بوضع روابط قياسية في نفس السياق
حينما تقوم بكتابة مقال حول موضوع معين، فيجب عليك القيام بربطه بمحتوى في نفس سياقه. وذلك لأنك تقوم بوضع روابط داخلية في مقالة معينة فإنك تقوم بإخبار محركات البحث بأن ذلك المحتوى مترابط وتوجد علاقة بينهما. وهكذا تعرف محركات البحث أنك تطرقت إلى الكثير من المعلومات عن الموضوع الخاص بالمقالة.
بخصوص أشكال الروابط القياسية فأنت تملك خيارين. إما وضع الروابط على كلمة مفتاحية داخل المحتوى الخاص بك أو إضافة روابط المقالات التي لها صلة بالمقالة الأولى في نهاية المنشور أو وضع رابطه على عنوانه بعد كتابة “اقرأ أيضا”.
تنويع الكلمات المفتاحية التي تضع عليها الروابط
وذلك عبر القيام باستخدام كلمات مفتاحية مختلفة للروابط تحمل نفس المعنى، وعدم العمل على استخدام كلمة مفتاحية واحدة لنفس الرابط. فمثلا يجب عليك تارة استخدام “مفهوم ريادة الأعمال” وتارة أخرى استخدام “المقصود بريادة الأعمال” وأرى استخدام “تعريف ريادة الأعمال” للإشارة إلى مقالة تتعلق بمفهوم ريادة الأعمال وهكذا.
القيام ببناء الروابط الداخلية يدويا
توجد العديد من الإضافات التي تقوم بإنشاء الروابط الداخلية بشكل أوتوماتيكي داخل موقعك. أنصحك بشدة يالابتعاد عن تلك الإضافات والقيام بإنشاء روابطك بشكل يدوي وذلك لأنها ستضر فقط بموقعك وغالبا ستقوم بصناعة روابط بين مقالات لا تملك صلة ببعضها البعض. كما أن إنشاء الروابط بشكل يدوي ليس معقدا أبدا.
عدم وضع رابط صفحة أكثر من مرة على نفس الصفحة
يعتبر وضع رابط معين أكثر من مرة داخل نفس الصفحة أمرا غير مفيدا للسيو. لذلك حاول عدم القيام بوضع رابط داخلي أكثر من مرة أو مرتين داخل نفس الصفحة.
عدم الإكثار من الروابط الداخلية في نفس الصفحة
رغم أن هذه الروابط تعتبر مهمة، إلا أنه يعتبر من الأفضل عدم القيام بالإكثار من وضعها في نفس الصفحة. ذلك أنه يعتبر من الأفضل وضع عدد محدود من الروابط تقوي صفحتك وعدم الإكثار منها كي لا تضر بموقعك.