يعتبر مجال ريادة الأعمال أحد أكثر المجالات صخبا. وذلك لأنه يملك علاقة مباشرة مع جميع المجالات في ظل هذا العالم الرأسمالي الذي نعيش به. حيث أن هذا المجال يتحكم بطريقة مباشرة في مختلف المجالات الأخرى. وذلك لأن الشركات التي ينشئها رواد الأعمال تمثل المحرك الأساسي لباقي المجالات. حيث أنها تقوم بالعديد من الأدوار فهي تعد الركيزة الأساسية للاقتصاد كما أنها تقوم بتوفير جل الوظائف التي يعمل بها الموظفون حول العالم وأيضا تقوم بتنشيط بقية المجالات حيث أن هذه الشركات على سبيل المثال تقوم بتنشيط مجال الإعلان ومجال الإعلان ينشط الرياضة وهكذا. ورغم كل هذا الصخب الذي يعرفه هذا المجال ورغبة أغلب الشباب في خوض غمار الدخول إليه بسبب إيجابياته ومميزاته الكثيرة إلا أن ريادة الأعمال لا تخلو من العيوب والسلبيات بتاتا. لذلك قررت كتابة هذا المقال الشامل حول إيجابيات وسلبيات ريادة الأعمال.
نبذة تعريفية عن ريادة الأعمال
بصفة عامة، تعرف ريادة الأعمال بأنها عملية بناء وإطلاق وتنظيم وتطوير مشروع من الصفر. وذلك عبر توفير واستغلال كافة الموارد المتاحة والجهد والوقت. بالإضافة إلى تحمل كافة المخاطر المترتبة عن هذه العملية بهدف تحقيق ربح في الأخير سواء ربحا ماديا كان أم ربحا معنويا. ويسمى الشخص الذي يقوم بهذه العملية باسم رائد أعمال.
إيجابيات وسلبيات ريادة الأعمال
إيجابيات ريادة الأعمال
تتضمن ريادة الأعمال مجموعة من الإيجابيات والمميزات التي لا توجد في غيرها من المجالات مثل الوظيفة والعمل الحر والاستثمار. لذلك أصبح الكثير من الأشخاص يسعون لأن يصبحوا رواد أعمال ناجحين. وتتجلى هذه الإيجابيات والمميزات في:
- المرونة والحرية في العمل:
يملك رواد الأعمال الحرية الكاملة في الاختيار بين الأعمال التي يريدون القيام بها والليونة المطلقة تقريبا في اختيار المكان الخاص بالعمل. كما أنك تملك الحرية الكاملة في تحديد وقت إنجاز المهام التي يتوجب عليك القيام بها.
- تغيير العالم:
نعم كما قرأت، يحلم الكثيرون بالدخول إلى ريادة الأعمال لأنها تمكنك من إحداث فرق في العالم وذلك عبر توفيرها لجميع الموارد التي ستحتاجها لإطلاق فكرتك المجنونة من موارد بشرية ومالية وغيرها.ويمكننا أن نأخذ شركة غوغل على سبيل المثال، حيث أنها تمكنت من تغيير طريقة تفكير الناس عبر محرك البحث الخاص بها، وذلك لأنها حلت المشكلة التي كانت منتشرة آنذاك وهي صعوبة الوصول إلى المعلومة حيث أنه كان يتوجب عليك البحث في مجموعة من الكتب للحصول على معلومات بسيطة، وهكذا بقية الأمثلة.
- أنت مدير نفسك:
حيث أنك تملك السلطة المطلقة والصلاحيات الكاملة في التصرف في مشروعك ولا يمكن لأي شخص أن يملي عليك ما يجب عليك فعله، كما أن جميع الموارد المالية والبشرية تكون تحت تصرفك وإدارتك بشكل مباشر.
- التعلم المستمر:
يعتبر التعلم المستمر أحد أبرز إيجابيات ومميزات ريادة الأعمال، حيث أن هذا المجال يفرض عليك تعلم ومعرفة أشياء أكثر حول المجال الذي يعمل فيه مشروعك لتواكب المنافسين وتتجاوزهم.
- الحرية المطلقة في مجال التخصص:
تمنحك ريادة الأعمال الحرية الكاملة في التخصص بالمجال الذي تريده والذي ترى نفسك شغوفا به، حيث أنه لا يوجد أي شخص يمكنه أن يملي عليك التخصص الذي يجب عليك العمل عليه. ولهذا تعتبر ريادة الأعمال إحدى المجالات القليلة التي تجعلك تستمتع بها أكثر مما تعمل.
- الفرص الكثيرة التي يمنحها لك المجال:
حيث أن ريادة الأعمال تمكنك من بناء علاقات مع مجموعة كبيرة من الأشخاص الناجحين بمجالاتهم سواء رواد أعمال أو رياضيين أو سياسيين وغيرهم. وأيضا تمنحك إمكانية تحقيق مبالغ مادية كبيرة جدا في حالة نجاح المشروع.
- المكانة الاجتماعية:
جعلت ريادة الأعمال الكثير من الأشخاص يسعون ليصبحوا رواد أعمال. وذلك من أجل الحصول على المكانة الاجتماعية المرموقة التي يمنحها لهم المجال.
- مغامرة مشوقة:
يعتبر هذا المجال مغامرة مليئة بالأدرينالين تمكنك من تجربة العديد من الأشياء الجديدة. كما أن المشاريع بريادة الأعمال تعتبر مثل الأبناء. حيث أن المراحل التي قطعتها في تطوير مشروعك تجعلك تتعلق به كطفل صغير سهرت على رعايته وتربيته. وهذا أعتبره أنا شخصيا أجمل شيء يوجد بمجال ريادة الأعمال.
سلبيات ريادة الأعمال
رغم كثرة الإيجابيات والمميزات التي يتضمنها المجال، إلا أن ريادة الأعمال لا تخلوا أبدا من العيوب والسلبيات. حيث أن الكثير من الأشخاص الذين يودون أن يصبحوا رواد أعمال لا يلقون لهاته العيوب والسلبيات أي انتباه ولا يعرفون أبدا إيجابيات وسلبيات ريادة الأعمال مما يؤدي بالكثير منهم في النهاية إلى مشاكل ومخاطر هم في غنى عنها، وتتجلى هذه السلبيات والعيوب في:
- نسبة فشل عالية:
تعتبر إمكانية فشلك مشروعك الأول هي أول سلبية ستواجهها كرائد أعمال. حيث أن قلة خبرتك ومعرفتك عن المجال وقلة علاقات العمل التي تمتلكها تجعل من نسبة فشلك عالية، لذلك تعتبر ريادة الأعمال مجالا مبنيا على المجازفة والمخاطرة، حيث أنك ستغامر بمالك ووقتك وستظل نسبة نجاحك وفشلك مبهمة في البداية، ما يعني أن إمكانية خسارة مالك وإضاعة وقتك تبقى مسألة واردة، وبالتالي يجب عليك تجهيز نفسك لها ولكل المسائل الواردة لأن المجال مليء بالفشل ومليء أيضا بالنجاح والمال.
- عدم تحقيق أية أرباح في البداية:
تعد مسألة عدم تحقيق أية أرباح في البداية أمرا مؤكدا. وذلك لأن المراحل الأولى بعد إطلاق المشروع تعتبر الوقت الخاص ببناء العلامة التجارية الخاصة بالمشروع وكذلك الوقت الخاص ببناء قاعدة عملاء خاصة بالمشروع وأيضا الوقت المخصص لتطوير المشروع شيئا فشيئا. لهذا يجب على كل شخص ينوي الدخول إلى مجال ريادة الأعمال أن ينتبه إلى هذه النقطة وأن يتعامل مع رأس المال بذكاء وحكمة وذلك كي يتجنب نفاذ المال لديه وبالتالي يوقف تطوير المشروع وذلك لأن هذه المرحلة تعتبر مرحلة طبيعية في حياة كل مشروع.
- منافسة شرسة بالسوق:
إذا كنت تود تأسيس مشروع بفكرة قد أسس عليها عدة مشاريع أخرى فيجب أن تضع في حسبانك منذ البداية المنافسة الشرسة التي يعرفها السوق. وذلك كي تستمر في العمل على تطوير المشروع وكذلك كي لا تستسلم. حيث يتوجب عليك في هذه الحالة قراءة وتعلم الكثير عن مجال عملك وتعمل أيضا على تطوير وبناء علامتك التجارية وتعمل كذلك على توسيع قاعدة عملائك وتشتغل على المنتج الخاص بك وتطوره من جميع النواحي كي تسبق منافسيك وتتغلب عليهم وبالتالي تحقق النجاح وتحصد حصة الأسد من السوق.
- مشاكل نفسية كثيرة:
تؤدي ساعات العمل الكثيرة التي توجد بمجال ريادة الأعمال إلى صعوبة الفصل بين الحياة العملية والحياة العائلية والشخصية. وهذا يتسبب بطريقة مباشرة في الكثير من المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والإجهاد والتوتر. وذلك راجع أيضا لكثرة التفكير في المشاكل العملية والخوف الناتج عن إمكانية خسارة كل شيء بين ليلة وضحاها. ولهذا يجب عليك التعامل مع هذا المشكل بذكاء وتخصص وقتا كافيا لحياتك الاجتماعية والترفيهية تنسى فيه هموم العمل. وأيضا تخصص وقت لتقوية علاقتك مع الله عز وجل كي تخفف على نفسك من التوتر والإجهاد والاكتئاب وضغط العمل.